يتبين من عدة وثائق أعدها دبلوماسيون أميركيون وتسربت عبر موقع "ويكليكس" الالكتروني أن إسرائيل لم تضع خلال العامين 2008 و2009 سياسة واضحة تجاه قطاع غزة وحركة حماس التي أصبحت تحكم القطاع منذ منتصف العام 2007.
وفي المقابل، قال قائد الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في حينه اللواء يوآف غالانت في نهاية العام 2009 وبعد عام من الحرب على غزة إن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ قرارات بشأن مستقبل غزة وأنه يجب تقوية حماس للتمكن من منع إطلاق صواريخ على إسرائيل وفي الوقت نفسه إضعاف حماس من دون إعادة احتلال القطاع.
وكان ديسكين قد التقى وزير المخابرات المصرية في حينه عمر سليمان في 12 أيار/مايو العام 2008 وتباحثا في سبل التوصل إلى تهدئة في القطاع، وفي اليوم التالي التقى ديسكين مع السفير الأميركي في تل أبيب في حينه ريتشارد جونز.
وعدد ديسكين شروط إسرائيل للتهدئة التي شملت وقف كامل للأعمال المسلحة ووقف تهريب الأسلحة إلى القطاع وشدد على أن "إسرائيل لن تتحمل أية تعليمات بتنفيذ هجمات تصدر من غزة إلى الضفة الغربية".
وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 بعث السفير الأميركي في تل أبيب برقية إلى واشنطن قال فيها إن "الإسرائيليين يتمتعون من الوضع الأمني الأفضل منذ بداية الانتفاضة الثانية وذلك نتيجة لنجاح الاستخبارات الإسرائيلية في هزم شبكات إرهاب الانتحاريين في الضفة الغربية".
وتدل وثائق أخرى على أن السفارة الأميركية في تل أبيب تقيم علاقات وثيقة ودائمة مع حركة "سلام الآن" المناهضة للاحتلال والاستيطان، وأوصى الدبلوماسيون الأميركيون بضرورة الحفاظ على سرية شخص واحد من الحركة الإسرائيلية "بصورة مطلقة" على ضوء المعلومات النوعية والصادقة التي يمررها للأميركيين.
ليبرمان: محمد رشيد لرئاسة السلطة...
تطرقت وثائق مسربة إلى رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان ويظهر منها أن لفت نظر الأميركيين بشكل خاص بأنه شخصية هامة لكن قيمته تدنت في أعقاب تعيينه وزيرا للخارجية أو "الدبلوماسي رقم واحد" كما يصفه الأميركيون.
وكتب السفير الإسرائيلي في تل أبيب جيمس كانينغهام في برقية بعثها إلى واشنطن في 3 شباط/فبراير العام 2009 أنه "لا توجد لوزارة الخارجية (في ولاية حكومة بنيامين نتنياهو) وزن كبير في الجيش وأجهزة الاستخبارات، ومنذ تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية انخفض وزن الوزارة بسبب ليبرمان وبسبب تعزز مكانة رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد".
واضاف كانينغهام أنه "من الناحية الفعلية يمنع نتنياهو ليبرمان من العمل في القضايا المركزية مثل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة والمفاوضات مع الفلسطينيين، ونتنياهو يفضل التشاور بشكل مكثف مع الرئيس (الإسرائيلي شمعون) بيرس ووزير الدفاع (ايهود) باراك".
الجدير بالذكر في هذا السياق أن موضوع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة كان دائما وبشكل تقليدي بأيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وإحدى الوثائق المثيرة هي تلك التي أرسلها السفير الأميركي السابق في تل أبيب ريتشارد جونز إلى واشنطن وتحدث فيها عن لقاء عقده مع ليبرمان في مكتب الأخير في الكنيست في تشرين الأول/أكتوبر العام 2006 وقبل يوم واحد من انضمام ليبرمان إلى حكومة ايهود أولمرت.
وكتب جونز في البرقية ما سمعه من ليبرمان وأنه وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "ضعيف وفاسد وليس ذي صلة بالواقع" واقترح ليبرمان أن تجد الولايات المتحدة واسرائيل شريكا ملائما أكثر ليتولى رئاسة السلطة الفلسطينية واقترح اسم محمد رشيد، الذي كان المستشار المالي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وأوضحت "هآرتس" دوافع ليبرمان لطرح اسم رشيد وأن "رشيد أقام علاقات تجارية، وربما لا يزال يقيم هذه العلاقات حتى اليوم، مع المليونير النمساوي مارتين شلاف المقرب جدا من ليبرمان، وربطت تقارير تم نشرها في الماضي بين أعمال شلاف وأعمال ليبرمان وفي خلفيتها تم ذكر رشيد".
التعليقات